امتلاء بعض السدود بنسبة 100% يمنح بصيص أمل في مواجهة الإجهاد المائي بجهة الشرق

Economy of the East
في الوقت الذي تشهد فيه عدة أقاليم بالمملكة اضطرابات جوية شتوية، تتمثل في تساقطات ثلجية، وزخات مطرية رعدية، وتساقط البرد، وهبات رياح قوية، يُتوقع استمرارها إلى غاية يوم السبت المقبل، سجل الوضع المائي الوطني تحسنًا طفيفًا، مدفوعًا بالتساقطات المطرية التي عرفتها الأسابيع الأخيرة.
وحسب المعطيات الرسمية المحينة إلى غاية 17 دجنبر 2025، والصادرة عبر التطبيق الحكومي «ماءديالنا» التابع لوزارة التجهيز والماء، بلغت حقينة السدود الكبرى بالمغرب 5.400 مليون متر مكعب، بنسبة ملء إجمالية تقدر بـ 32,2 في المائة.
وأشار مهنيون إلى الأثر الإيجابي لهذه التساقطات على إعادة تغذية الفرشات المائية، مؤكدين في الوقت ذاته أن عدداً من السدود بعدة جهات سجلت واردات مائية مهمة، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في الوضع الهيدرولوجي ببعض المناطق.
■ انفراج محلي ثمين
إلى غاية 17 دجنبر 2025، سجلت عدة سدود نسبة ملء بلغت 100 في المائة، من بينها وسد وادي زا بحوض ملوية بجهة الشرق، ورغم محدودية حجم هذه السدود على المستوى الوطني، فإن امتلاءها الكامل يوفر انفراجًا محليًا مهمًا، خاصة في ما يتعلق بالسقي، والتزويد بالماء الصالح للشرب، وتربية الماشية داخل مجالات نفوذها. كما يعكس هذا الوضع الأثر الإيجابي للتساقطات الشتوية الأخيرة، لا سيما بشمال المملكة والأطلس المتوسط.
ويرى فلاحون بعدة مناطق في هذه الأمطار فرصة مواتية لانطلاق أولى العمليات الفلاحية في ظروف أكثر طمأنينة، حيث يُرتقب أن تستفيد الزراعات الموسمية والمساحات الرعوية من هذا المورد المائي، ما يعزز الآفاق الفلاحية المحلية ويرفع من معنويات الفلاحين.
■ تفاوتات واضحة بين الأحواض المائية
رغم هذا التحسن، لا تزال الوضعية المائية تتسم بتباينات كبيرة. حيث يواصل حوض ملوية (26,9%)، الذي يشكل ركيزة أساسية للأمن الغذائي والتزويد بالماء الشروب، تسجيل مستويات دون عتبة 30 في المائة. وتعكس هذه المعطيات خريطة مائية غير متوازنة، تنذر بتحديات تمس صمود القطاع الفلاحي واستقرار التزود بالماء.
■ ما بعد الفلاحة
ميدانيًا، يُنظر إلى هذه الظروف المناخية بإيجابية، حيث بدأت المراعي في استعادة غطائها النباتي، وانطلقت الزراعات الشتوية في ظروف ملائمة. كما تسير زراعات الشمندر السكري، والبطاطس، والخضر في مسار جيد.
وعلى مستوى آخر، قد يكون لهذه التساقطات تأثير مباشر على أسعار المواد الغذائية. إذ يتوقع مهنيون بالقطاع انخفاض أسعار الخضر الطازجة، مثل الطماطم والجزر والبطاطس، في حال وفرة الإنتاج، ما من شأنه تخفيف الضغط على القدرة الشرائية للأسر، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
وتأتي هذه التساقطات في سياق يقظة جوية مشددة، حيث أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي بعدة أقاليم، من بينها فجيج، وبولمان، وميدلت، وتازة، والحسيمة، وصفرو، والناظور، بسبب تساقطات ثلجية تتراوح بين 10 و25 سم فوق 1500 متر، وزخات مطرية رعدية بين 30 و70 ملم، إضافة إلى درجات حرارة سلبية تتراوح بين –8 و–4 درجات مئوية بالمناطق الجبلية.
السلطات تلتزم الحذر
ولا تزال أجهزة اليقظة في حالة تعبئة كاملة، إذ تؤكد المديرية العامة للأرصاد الجوية أن الهدف يتمثل في تنسيق التدخلات، وتوحيد الجهود، وضمان تدبير استباقي وفعال لمخاطر التقلبات المناخية.
ويُعد شهر يناير حاسمًا، حيث إن استمرار التساقطات، خصوصًا بالمناطق المرتفعة التي تغذي الفرشات المائية والمجاري المائية، قد يمكّن المغرب من تفادي أزمة فلاحية جديدة.
This week's edition of your magazine



