القناة الأمازيغية تسلط الضوء على معمل BDM لإنتاج الجبن

اقتصاد الشرق
في إطار متابعة التحولات التي يشهدها النسيج الصناعي بجهة الشرق، برز خلال الفترة الأخيرة مشروع صناعي جديد في مجال تثمين منتجات الألبان، يتمثل في معمل إنتاج الجبن الحديث “BDM Frommage” بالناظور، والذي يُعد أول وحدة من نوعها على مستوى الجهة في هذا التخصص.
المعمل، الذي تم افتتاحه منتصف السنة الجارية، استطاع في فترة زمنية وجيزة أن يفرض حضوره ضمن وحدات الإنتاج الغذائي بالمنطقة، من خلال تنويع أصناف الجبن المنتَجة، مع التركيز على احترام معايير الجودة والسلامة الصحية. هذا التوجه مكّن منتجاته من تسجيل إقبال ملحوظ على المستويين المحلي والجهوي، في سياق يتسم بتزايد الطلب على المنتجات الغذائية المصنعة محليًا.
مراحل الإنتاج ومعايير الجودة
خلال زيارة ميدانية للمعمل، تم الوقوف على مختلف مراحل إنتاج الجبن، بدءًا من معالجة الحليب، مرورًا بالمراحل التقنية للتصنيع، وصولًا إلى التعبئة والتخزين قبل التوزيع. كما أتاح هذا الاطلاع التعرف عن قرب على التنظيم الداخلي للوحدة، والدور الذي يضطلع به الطاقم العامل في ضمان احترام الشروط الصحية المعتمدة، بما ينسجم مع المعايير المعمول بها في الصناعات الغذائية.
وشكّلت هذه الزيارة مناسبة للقاء صاحب المشروع والعاملين به، حيث تم تسليط الضوء على الجوانب التقنية واللوجستية المرتبطة بالإنتاج، وكذا على الرهانات المرتبطة بتأمين جودة منتج نهائي يستجيب لتطلعات المستهلكين.
الاستثمار المحلي وأثره الاقتصادي
من جهته، اعتبر رئيس رابطة المستثمرين بجهة الشرق أن مشروع “BDM Frommage” يمثل نموذجًا للاستثمار المحلي في قطاع الألبان، بالنظر إلى مساهمته في خلق فرص الشغل ودعم الدينامية الاقتصادية بالمنطقة. وأوضح أن هذا النوع من المبادرات يعكس توجّهًا نحو تثمين الموارد المحلية، وتشجيع مشاريع قادرة على الاندماج في السوقين الجهوي والوطني.
وأضاف أن المعمل يبرز أهمية الابتكار في تطوير منتجات محلية ذات قيمة مضافة، خاصة في جهة تتوفر على مؤهلات فلاحية وبشرية يمكن استثمارها بشكل أفضل داخل سلاسل الإنتاج الغذائي.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن منتجات المعمل لقيت تجاوبًا إيجابيًا من طرف المستهلكين، بما في ذلك أصناف من الجبن المرتبطة بالخصوصيات المحلية للمنطقة، وهو ما يعزز حضور جهة الشرق ضمن خريطة الإنتاج الغذائي بالمغرب.
وفي هذا السياق، يعكس المشروع تجربة قائمة على تلاقي الاستثمار الخاص مع تطوير منتوج محلي يحترم معايير الجودة، بما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وفتح آفاق مهنية جديدة لفائدة الشباب والفاعلين في القطاعين الفلاحي والصناعي، دون الانفصال عن متطلبات السوق وتحديات الاستدامة الاقتصادية.


نسخة الأسبوع من مجلتكم



