Revue Hebdo OrientalEco نسخة الأسبوع من مجلتكم
الإقتصادية OrientalEco
أحداث

القافلة الجهوية لدعم المقاولات تحط رحالها بالناظور

اقتصاد الشرق

نظمت، أمس الخميس 11 دجنبر 2025، بمدينة الناظور، فعاليات القافلة الجهوية للتحسيس بآلية دعم المقاولات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بجهة الشرق، وذلك بعد مسار امتد على مدى أسبوعين وشمل عدداً من أقاليم الجهة. وقد احتضنت مدينة المهن والكفاءات بالناظور محطة هذه القافلة، التي نظّمها المركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق بشراكة مع عدد من المتدخلين المؤسساتيين.

وتندرج هذه المبادرة في إطار المساهمة في تعزيز تنمية اقتصادية أكثر شمولاً، عبر تقريب آليات الدعم العمومي من الشباب حاملي المشاريع والمقاولين، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار المتاحة على مستوى الجهة، مع التركيز على خصوصيات كل إقليم، ومن ضمنها إقليم الناظور.

وقد امتد هذا المسار التحسيسي من 25 نونبر ، ونُظّم تحت شعار «دفعة جديدة للاستثمار والتنمية»، مع اعتماد مقاربة تقوم على مبدأ التمييز الإيجابي لفائدة أقاليم جهة الشرق. واستفاد من هذه القافلة مئات الشباب المقاولين وحاملي المشاريع المحتملين بأقاليم فجيج وجرادة وبركان وتاوريرت وجرسيف والناظور، إضافة إلى عمالة وجدة-أنجاد.

ثلاثة أهداف مؤطرة للمبادرة

حدد أطر المركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق، بتنسيق مع شركائهم المؤسساتيين، ثلاثة أهداف رئيسية لهذه القافلة. يتمثل الهدف الأول في نشر ثقافة ريادة الأعمال لدى الشباب وحاملي الأفكار والفاعلين المحليين، عبر التعريف بآليات المواكبة والتحفيز المتاحة. أما الهدف الثاني فيسعى إلى تقوية المنظومة الجهوية للاستثمار، من خلال ربط المقاولين بمؤسسات التمويل والمواكبة والأسواق. في حين يركز الهدف الثالث على تسهيل إحداث المقاولات والمساهمة في خلق فرص الشغل، بما يدعم التنمية الاقتصادية الترابية.

ويؤكد عدد من المشاركين في محطة الناظور أن هذه الأهداف، رغم حضورها في السياسات العمومية منذ سنوات، لا تزال تحتاج إلى مزيد من الشرح والتبسيط، خاصة فيما يتعلق بالمساطر الإدارية وآليات التمويل، إلى جانب مواكبة عملية تُمكّن من تحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.

توضيح عناصر المقاربة الجديدة

وساهم المتدخلون في هذه المحطة، من ضمنهم ممثلو المركز الجهوي للاستثمار، ومسؤولون ترابيون، وممثلو الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والغرف المهنية، ومؤسسات الشراكة والتمويل، في توضيح عناصر المقاربة الجديدة المعتمدة في دعم الاستثمار. وقد انصبت المداخلات على شرح مستجدات الإعانات المتاحة، ومساطر إعداد ملفات الاستثمار، ومعايير الاستفادة، مع فتح المجال للنقاش المباشر والإجابة عن تساؤلات المشاركين.

وتكفّل أطر المركز الجهوي للاستثمار بشرح مقتضيات آلية الدعم وكيفيات الترشيح، مع التركيز على الفرص المتاحة لفائدة مقاولات إقليم الناظور وباقي أقاليم الجهة. كما تم عرض مواد تفاعلية تبرز القطاعات المؤهلة، إلى جانب تنظيم ورشات تطبيقية، وإحداث فضاءات للاستشارة والمواكبة الفردية، بهدف تبسيط المساطر وشرح الوثائق المطلوبة، انسجاماً مع التوجهات الرامية إلى تشجيع الاستثمار المنتج وتعزيز مساهمته في النمو الاقتصادي.

سياق جهوي وآفاق مرتقبة

في مداخلاتهم، أشار عدد من المسؤولين الترابيين إلى أن هذه القافلة تندرج ضمن سياق جهوي يتسم بتحولات اقتصادية واجتماعية عرفتها جهة الشرق خلال السنوات الماضية، في إطار اختيارات تنموية وطنية ترمي إلى تقليص الفوارق المجالية وتحسين شروط الاستثمار. كما تم التذكير بالخطاب الملكي ليوم 18 مارس 2003، الذي شكّل مرجعاً لمرحلة جديدة من التنمية بعدد من أقاليم الجهة.

وفي هذا الإطار، جرى التطرق إلى الآفاق المرتبطة بقرب دخول ميناء الناظور غرب المتوسط حيز الخدمة، باعتباره عنصراً قد يفتح فرصاً جديدة أمام المقاولات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، خاصة في ما يرتبط بالخدمات، واللوجستيك، وسلاسل القيمة الصناعية والتجارية.

دور المقاولات الصغيرة والمتوسطة

برز خلال محطة الناظور الدور المحوري للمقاولات الصغيرة والمتوسطة في دعم النسيج الاقتصادي الجهوي، من حيث خلق فرص الشغل وإنتاج القيمة المضافة. وفي هذا السياق، أكد محمد أمين الفاطمي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشرق، أن هذه المقاولات مطالبة بالاستعداد للاستفادة من الفرص التي تتيحها التحولات الاقتصادية المرتقبة، مشيراً إلى أن دعمها يندرج ضمن أولويات تشجيع الاستثمار وتعزيز التشغيل.

وأوضح أن المقاربة الجديدة تستوجب التزامات واضحة واستثمارات قابلة للتتبع من طرف المقاولات، مع العمل على ترسيخ ثقافة صناعية وتصنيعية تساهم في تحسين الأداء وتعزيز الابتكار، مع مراعاة خصوصيات النسيج الاقتصادي المحلي.

آلية الدعم في إطار الميثاق الجديد للاستثمار

تندرج آلية دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة ضمن تنزيل مقتضيات الميثاق الجديد للاستثمار، الذي يهدف إلى جعل الاستثمار المنتج رافعة لتنشيط الاقتصاد وتعزيز العدالة المجالية. ومن شأن هذه الآلية أن تساهم في تحسين مؤشرات الاستثمار والتشغيل بمختلف أقاليم جهة الشرق، بما فيها إقليم الناظور.

وفي هذا الصدد، أعدّ قطاع الاستثمار دليلاً يوضح الشروط والمساطر والخطوات العملية للاستفادة من هذا الدعم، في إطار الجهود المبذولة لتحسين التواصل مع المستثمرين. كما أكد رشيد رامي، المدير بالنيابة للمركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق، أن أبواب المركز تظل مفتوحة أمام المستثمرين والعاملين المستقلين لتقديم التوضيحات والإجابة عن الاستفسارات، بما يضمن مواكبة فعلية للنسيج المقاولاتي الجهوي.

و تعكس محطة الناظور من هذه القافلة الجهوية توجهاً يروم تقريب آليات الدعم من الفاعلين المحليين، وتشجيع الاستثمار وريادة الأعمال، ضمن مقاربة تعتمد على التنسيق بين مختلف المتدخلين، باعتبار أن تعزيز نمو اقتصادي أكثر شمولاً يظل رهيناً بتكامل الأدوار بين المؤسسات وحاملي المشاريع والمقاولات.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر العودة إلى الأعلى