Revue Hebdo OrientalEco نسخة الأسبوع من مجلتكم
الإقتصادية OrientalEco
أقاليم

مشروع تطوير الطريق الساحلية بين الدريوش والحسيمة: استثمار استراتيجي بـ20 مليار سنتيم

اقـتـصـاد الـشـرق

تعرف منطقة الدريوش حاليا تطورا مهما في مشروع تقوية وتطوير الطريق الساحلية التي تربط بين حدود إقليم الناظور وإقليم الحسيمة، حيث تنفذ شركة “GCR” الوطنية هذا المشروع الاستراتيجي بميزانية تقدر بحوالي 20 مليار سنتيم. يندرج هذا المشروع ضمن البرامج التنموية الكبرى التي تعرفها جهة الشرق، ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية في شبكة النقل الإقليمية.

يغطي المشروع مسافة طولها 80 كيلومترا تقريبا، انطلاقا من جماعة أمجاو وصولا إلى حدود جماعة اتروكوت بإقليم الدريوش. تتضمن الأشغال إعادة تأهيل شاملة للطريق مع إزالة المنعرجات الخطيرة التي كانت تشكل عائقا أمام حركة المرور وسببا في وقوع حوادث متكررة. هذه التحسينات ستساهم في تقليص زمن التنقل بشكل كبير وتعزيز مستوى الأمان على هذا المحور الحيوي.

تؤكد وزارة التجهيز والماء بإقليم الدريوش أن هذا المشروع يلبي حاجة ملحة لتطوير الولوجية نحو ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يعتبر من أبرز المشاريع الاستراتيجية في المنطقة. يُعتبر هذا المشروع الضخم ذا رهانات استراتيجية كبرى، إذ يهدف إلى تعزيز الربط الحيوي بين ميناء الناظور غرب المتوسط والأقاليم الشمالية للمملكة، مما يدعم تموقع الميناء كقطب تجاري ولوجستي مهم على المستويين الوطني والإقليمي.

يرتكز المشروع على تسهيل التنقل بين أقاليم جهة الشرق وجهة الشمال من خلال إقامة ربط مباشر وفعال بين الحسيمة والناظور مرورا بإقليم الدريوش. هذا الربط سيعزز جاذبية المنطقة للاستثمارات الاقتصادية والسياحية، خاصة في ظل الإمكانيات الطبيعية والسياحية المتنوعة التي تتميز بها المنطقة الساحلية بين الناظور والحسيمة.

تشهد الطريق الوطنية رقم 16، المعروفة بـ«الطريق الساحلية»، مشروعا ضخما لتقويتها وتحديثها، مما يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الربط بين شرق المملكة وشمالها، وهو ما يندرج ضمن الرؤية الشاملة لتطوير البنية التحتية في المنطقة. من المنتظر أن يحدث هذا المشروع تحولا جذريا في البنية التحتية للنقل بالإقليم والجهة، ويدعم مختلف المبادرات التنموية المرتبطة بالميناء الجديد ويقوي تنافسية المنطقة.

يحتل هذا المحور الطرقي مكانة مهمة بين الأوراش الكبرى المفتوحة بإقليم الدريوش، نظرا لدوره المحوري في كسر العزلة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان الأقاليم التي يخترقها. تتابع مديرية وزارة التجهيز والماء بالإقليم والسلطات الإقليمية تقدم أشغال المشروع بعناية لضمان إنجازه في الآجال المحددة ووفق المعايير المطلوبة في دفتر التحملات.

يأتي هذا المشروع في سياق برنامج تنموي أوسع يشمل تطوير شبكة الطرق في المنطقة، حيث تعمل السلطات على تنفيذ مشاريع أخرى مكملة مثل تثنية المقطع الرابط بين العروي والدريوش على مسافة 18 كيلومترا، والذي يموّل بدعم من البنك الدولي ضمن برنامج تنمية الشمال الشرقي. هذه المشاريع المترابطة ستساهم في تكوين شبكة طرقية متطورة تخدم التنمية الإقليمية وتعزز الاندماج الاقتصادي للمنطقة.

تتوقع الجهات المختصة أن يساهم تطوير هذا المحور الطرقي في جذب استثمارات جديدة وتنشيط الحركة التجارية والسياحية بين الأقاليم الثلاثة. كما سيدعم المشروع قطاعات اقتصادية متنوعة كالفلاحة والصيد البحري والسياحة، مما ينعكس إيجابيا على مستوى المعيشة والفرص الاقتصادية المتاحة للسكان المحليين في هذه المنطقة الاستراتيجية من شمال شرق المملكة.

1
2
3
4

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر العودة إلى الأعلى