سد محمد الخامس يفقد 42% من احتياطياته المائية في سنة واحدة

اقتصاد الشرق
سجل سد محمد الخامس، الذي يعد أكبر السدود في الجهة، تراجعاً ملحوظاً في احتياطياته المائية خلال السنة الماضية. انخفض معدل ملء سد محمد الخامس من حوالي 60% إلى 18% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين استهلك السد حوالي 2 مليون متر مكعب خلال الأيام العشرة الأخيرة فقط.
هذا التراجع يأتي رغم التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها المغرب، والتي لم تنعكس بشكل كبير على وضعية السدود الوطنية. استقرت الاحتياطيات الإجمالية للمياه في السدود الوطنية عند 5.2 مليار متر مكعب، أي ما يعادل 31.06% من السعة الكلية، مسجلة ارتفاعاً محدوداً بنسبة 1.76% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
تأثير محدود للتساقطات الأخيرة
منذ 10 نونبر، أضافت التساقطات المطرية حوالي 27 مليون متر مكعب إلى مخزون السدود الوطنية، وهو ما يمثل زيادة طفيفة لا تتجاوز 0.26% من المخزون الإجمالي. سجلت عدة مدن أرقاماً قياسية في التساقطات خلال 24 ساعة يوم الخميس 13 نونبر، حيث بلغت 25 ملم في طنجة، و32 ملم في بنسليمان، و31 ملم في الرباط.
كشفت الحصيلة المطرية المتراكمة بين 29 شتنبر و19 نونبر أن التساقطات كانت أكثر غزارة على السواحل مقارنة بالمناطق الداخلية. تلقت مدينة الدار البيضاء أكثر من 50 ملم من الأمطار، بينما لم تسجل مدن داخلية مثل مراكش سوى 6.3 ملم. كما شهدت عدة مناطق جبلية تساقطات ثلجية أولى.
تباين بين الأحواض المائية
أظهر تحليل تطور السدود حسب الأحواض المائية أن حوضي تانسيفت وسوس-ماسة ساهما بشكل رئيسي في زيادة المخزون المائي. ارتفع معدل ملء سدود حوض تانسيفت من 36.6% إلى 43.6% في أقل من 20 يوماً، فيما انتقل معدل ملء سدود حوض سوس-ماسة من 16.1% إلى 19.33%.
في المقابل، سجل حوض سبو أكبر انخفاض، حيث فقدت سدوده حوالي 5 ملايين متر مكعب بين 10 و17 نونبر، لكن هذا التراجع يمثل فقط 0.1% من معدل ملئه الإجمالي نظراً لسعته الكبيرة.
وضعية السدود الرئيسية
بالنسبة لسد سيدي محمد بن عبد الله بسعة 974 مليون متر مكعب، والذي يستفيد من الربط مع حوض سبو، فقد أظهر تحسناً ملحوظاً مقارنة بالعام الماضي، منتقلاً من 35% إلى 63%. لكن احتياطيات هذا السد، الذي يمثل المصدر الرئيسي لتزويد الرباط والدار البيضاء ومناطقهما بالماء، فقدت 28 مليون متر مكعب خلال الأيام العشرة الأخيرة.
أما سد الوحدة، أكبر مخزون مائي في المغرب، فقد انخفضت موارده بنسبة 3% مقارنة بنفس اليوم من العام الماضي، مع فقدان 8 ملايين متر مكعب خلال الأيام العشرة الأخيرة.
سجل سد إدريس الأول، بسعة 1129.562 مليون متر مكعب في ضواحي فاس، تقدماً نسبياً من 26% إلى 33% مقارنة بالعام الماضي، فيما بقيت موارده مستقرة خلال الأيام العشرة الأخيرة.
سدود في وضعية حرجة
يواجه سد بين الويدان، الواقع في منطقة فلاحية ويشكل محركاً للسياحة الوطنية، وضعية صعبة نتيجة سنوات الجفاف الأخيرة. تحسنت احتياطياته تدريجياً من 5.8% إلى 14% مقارنة بالعام الماضي، لكنها تبقى دون المستويات المعتادة، مع فقدان 300 ألف متر مكعب خلال الأيام العشرة الأخيرة.
سد أحمد الحنصالي، الواقع في أعالي سد المسيرة بسعة 668 مليون متر مكعب، يظهر تحسناً طفيفاً من 5% إلى 9% مقارنة بالعام الماضي، أي بزيادة 60 مليون متر مكعب. لكن الاتجاه الأخير يشير إلى انخفاض بنسبة 1% من حجمه الإجمالي خلال الأيام العشرة الأخيرة، ما يمثل 7 ملايين متر مكعب. أما سد المسيرة، فلا تزال وضعيته حرجة، حيث لا تصل احتياطياته إلى 2% من سعته الكلية.
في الجنوب الشرقي، استفاد سدا الحسن الداخل وقدوسة من وضعية مناخية أفضل مقارنة بمناطق أخرى، لكنهما فقدا معاً حوالي مليون متر مكعب خلال الأيام العشرة الأخيرة.
رغم محدودية تأثيرها، وضعت التساقطات الأخيرة حداً لفترة من الانخفاض التدريجي في احتياطيات السدود منذ غشت الماضي، مما قد يعطي بعض الأمل لموسم فلاحي يواجه صعوبات في الانطلاق للعام الثامن على التوالي.
نسخة الأسبوع من مجلتكم



