Revue Hebdo OrientalEco نسخة الأسبوع من مجلتكم
الإقتصادية OrientalEco
مغاربة العالم

هشام الفونتي.. حلقة وصل بين الشركات الألمانية والاستثمار في ناظور ويست ميد

اقتصاد الشرق

تشهد جهة الشرق، وفي مقدمتها إقليم الناظور، تحوّلات لافتة ترتبط بمشروع ميناء ناظور ويست ميد الذي يتجه، وفق قراءة هشام الفونتي المدير العام لشركة ENA International Consulting، إلى إعادة صياغة دور المنطقة ضمن المسارات الصناعية واللوجستية للمغرب. ويرى الفونتي أن الفرص أمام الشركات الألمانية أصبحت ملموسة، شريطة أن تُبنى على حضور محلي واستراتيجية واضحة لإدارة الموارد البشرية والحوكمة.

“لا يجب الاستهانة بدرجة التعقيد”

يؤكد الفونتي أن اختزال المغرب في صورة “قاعدة إنتاج منخفضة التكاليف” لم يعد يعكس واقع الاستثمار. فالسوق اليوم يقوم على سياسة صناعية وهيكل قانوني وتنظيمي واضح، مع متابعة مؤسساتية دقيقة لجدية المشاريع وامتثالها للمعايير. ويشير في السياق ذاته إلى أن مقاربة نقل جزء من الإنتاج بحثاً عن انخفاض التكلفة قد تصطدم بواقع التوثيق والجمارك والصرف والضرائب ومعايير الجودة وسلاسل التوريد.

ويضيف أن من بين سوء الفهم المنتشر اعتبار المغرب مقتصراً على محور الدار البيضاء–طنجة، متجاهلين جهة الشرق التي تمر حالياً بمرحلة إعادة تموضع ومراكمة فرص لم تستثمر بالشكل المطلوب حتى الآن.

وحسب الفونتي، فإن المخاطرة الأكبر لا تعود إلى المغرب نفسه، بل إلى تقدير بعض المستثمرين لمستوى التعقيد. فالتعامل الجاد مع السوق والتحضير المسبق شرط لتحقيق نتائج مستقرة.

هشام الفونتي، الذي يشغل منصب المدير العام لأول مكتب استشاري اقتصادي ألماني-مغربي بجهة الشرق، يواكب الشركات الألمانية في إعداد هياكل إنتاجها وسلاسلها اللوجستية، كما يشغل عضوية مجلس الإدارة ومهمة أمين المال بالغرفة الألمانية-المغربية للصناعة والتجارة.

جهة الشرق: موقع استراتيجي غير مستكشف

يقدّم الفونتي جهة الشرق – بناظور ووجدة كنقطتي ارتكاز – باعتبارها “الخط الاستراتيجي غير المستكشف بين أوروبا وإفريقيا”. ويبرز في هذا الإطار عامل القرب البحري من أوروبا، وما يرتبط به من نقل منخفض التكلفة، خصوصاً بالنسبة للمقاولات المتوسطة التي تبحث عن تخفيض كلفة الإنتاج دون المساس بجودة التصنيع.

كما يشير إلى أن انخفاض تكاليف الأجور والطاقة والعقار مقارنة بغرب أوروبا يمثل عاملاً اقتصادياً مؤثراً. وتضاف إلى ذلك ميزة الاستقرار الذي يتيح للمستثمرين العمل وفق إطار تنظيمي وجبائي وجمركي واضح ضمن الميثاق الاستثماري.

ويبرز الفونتي كذلك أن الجهة لا تعاني ضغطاً صناعياً، مما يسمح بإطلاق مشاريع دون مواجهة مستويات التشبع المسجلة في مراكز مثل الدار البيضاء وطنجة.

ميناء ناظور ويست ميد: مشروع مفصلي وفق قراءة الفونتي

يصف الفونتي ميناء ناظور ويست ميد بأنه “نقطة تحول حقيقية للجهة”، متحدثاً عن بنيته باعتباره موقعاً مينائياً وصناعياً ولوجستياً متكاملاً، يضم مناطق للطاقة والتخزين والخدمات، لا مجرد منشأة بحرية للشحن. ويُنتظر افتتاح الميناء خلال الربع الثالث من 2026.

ويؤكد أن الحديث عن الميناء لا يقتصر على الحاويات والصهاريج، بل يمتد إلى بناء منظومة لوجستية وصناعية قادرة على إعادة تموقع الجهة داخل سلسلة الإمداد العالمية، مع حضور واضح للعناصر المرتبطة بالتكوين والخدمات.

ويختم الفونتي بأن المشروع لا يمثل مساراً تلقائياً نحو النجاح، بل يتطلب حضوراً ميدانياً ودراسة اقتصادية متكاملة وبصمة محلية واضحة لضمان استدامة التموضع داخل جهة الشرق

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر العودة إلى الأعلى