Revue Hebdo OrientalEco نسخة الأسبوع من مجلتكم
الإقتصادية OrientalEco
أقاليم

إقليم تاوريرت يسجل إنتاجا قياسيا للزيتون وانخفاضا غير مسبوق في الأسعار

اقتصاد الشرق

تشهد إقليم تاوريرت موسما استثنائيا لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون، حيث انخفضت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة دون أن يؤثر ذلك سلبا على دخل المزارعين. فقد وصل سعر كيلوغرام الزيتون إلى حدود خمسة دراهم، فيما يباع لتر زيت الزيتون بأقل من 50 درهما، بل ويصل إلى 45 درهما في بعض الأسواق، مع استمرار الاتجاه نحو الانخفاض.

يعود هذا التراجع في الأسعار إلى وفرة الإنتاج الذي يعوض الفلاحين عن انخفاض الأسعار. يوضح زكرياء ناجي، فلاح وفاعل جمعوي بالعيون سيدي ملوك، أن المزارعين ليسوا خاسرين رغم انخفاض الأسعار، مؤكدا أن “الحصاد الاستثنائي لهذا الموسم جعل المردودية تعوض تراجع الأسعار”.

من ندرة الإنتاج إلى وفرته

بعد أكثر من أربعة مواسم صعبة، عاد الرضا إلى وجوه الفلاحين وأصحاب وحدات العصر الحديثة والتقليدية بإقليم تاوريرت. الإنتاج مرضٍ ويمكن أن يتجاوز الأرقام القياسية السابقة، حيث أصبح حاجز 30 ألف طن من الإنتاج لهذا الموسم من الماضي الذي يتمنى الفلاحون أن يبقى كذلك.

تعتبر سلسلة الزيتون المورد الفلاحي الأول بالإقليم من حيث الإنتاج والمداخيل المالية. ومع 6500 هكتار مخصص لهذه الزراعة، معظمها مسقي بالتنقيط، تحسنت المردودية بنسبة 500 في المائة منذ إطلاق استراتيجية المغرب الأخضر سنة 2008، وفق ما أفاد به مؤاد الشعيري، رئيس مصلحة إنجاز المشاريع بالمديرية الإقليمية للفلاحة بتاوريرت.

ارتفاع الطلب على أدوات التخزين

انعكس انخفاض الأسعار على سلوك المستهلكين الذين أقبلوا على شراء كميات كبيرة، مع الحرص على اقتناء حاويات زجاجية أو من الإنوكس للحفاظ على جودة الزيت وطعمه. وقد شهدت أسعار أدوات التخزين هي الأخرى تراجعا، حيث تباع الحاوية سعة 25 لترا بغطاء عازل للحرارة بـ200 درهم، فيما تصل أسعار أخرى إلى 150 درهما. أما الحاويات المصنوعة من الإنوكس الغذائي بسعة 30 لترا فسعرها حوالي 1000 درهم. وتنفد مخزونات المحلات بسرعة نظرا لشدة الطلب.

يشير محمد العلالي، مزارع بالإقليم، إلى أن اليد العاملة لهذا النوع من الأشغال الفلاحية أصبحت نادرة، معتبرا الوضع الحالي أمرا “لم يُشاهد منذ أكثر من 10 سنوات”.

المنافسة بين الطرق التقليدية والحديثة

تشتد المنافسة بين أنصار زيت الزيتون التقليدي وزيت الزيتون البكر الممتاز. يفضل العديد من المستهلكين الطعم التقليدي مع نكهات خلفية مالحة، مدعومين من أصحاب الوحدات التقليدية الذين يستعملون الماء الدافئ للعصر للحفاظ على الخصائص الطبيعية.

في المقابل، يُقدر زيت الزيتون البكر الممتاز من طرف المستهلكين الأوروبيين. وهو مخصص للتصدير ويتم الحصول عليه فقط بواسطة آلات حديثة بالضغط على البارد، بحموضة قصوى لا تتجاوز 0.8 في المائة ودون أي عيب حسي، مما يحافظ على النكهات والعناصر الغذائية كمضادات الأكسدة والبوليفينول.

بنية صناعية متطورة

يغذي الإنتاج المحلي قطاعا مهما للتحويل. يضم الإقليم 81 وحدة منها 18 وحدة عصر حديثة بطاقة إنتاجية تبلغ 180 طنا. وتنتج المنطقة عدة أصناف من الزيتون كالبيشولين والمنارة والحوزية، المخصصة إما للعصر أو للتحويل إلى زيتون المائدة، الذي يمثل ثلثي الإنتاج الموجه للتحويل والتصدير.

يوضح محمد اليعقوبي، المدير الجهوي لقطاع الفلاحة بالشرق، أن زراعة الزيتون تشهد توسعا ملحوظا، مع ارتفاع المساحة المخصصة لأشجار الزيتون. وانتقل الإنتاج للهكتار من طن واحد في الزراعة البورية إلى خمسة أطنان في الزراعة المسقية، مما يولد انعكاسات إيجابية على المداخيل وجودة الإنتاج مع الانفتاح على الأسواق الدولية.

يأمل المنتجون أن تترجم هذه الديناميكية إلى تحسين المداخيل وتعزيز سمعة زيت الزيتون بتاوريرت ضمن المنتجات المميزة للمملكة.

مقالات مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر العودة إلى الأعلى