جهة الشرق تستثمر ملياري درهم لتعزيز شبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهرباء

اقتصاد الشرق – وجدة
تسعى الشركة الجهوية متعددة الخدمات للشرق (SRM-Oriental) إلى تعويض التأخير الحاصل من خلال تحديث خدماتها والعمل على عدة محاور. لقد حولت المراكز الحضرية والقروية إلى ورش مفتوح، وذلك بحسب حجم الأشغال الجارية لتجديد وتعزيز شبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهرباء.
في عام 2025، تخطط الشركة الجهوية متعددة الخدمات للشرق لاستثمار ملياري درهم موزعة على قطاعات الماء الصالح للشرب (506 ملايين درهم)، والصرف الصحي السائل (836 مليون درهم)، والكهرباء (601 مليون درهم)، بالإضافة إلى 121 مليون درهم مخصصة للأشغال المشتركة لتحديث الوكالات وتطوير الأنظمة المعلوماتية وغيرها. وفي مدينة وجدة على وجه الخصوص، يجري العمل حاليا في إعادة هيكلة حوالي عشرة أحياء، على أن تليها الأحياء الأخرى، وكذلك جميع الجماعات الحضرية في الجهة التي تتطلب تدخلا عاجلا.
صحيح أن هذه الأشغال لا تسير بنفس الوتيرة وتسبب العديد من الإزعاجات للسكان وإعاقة حركة المرور، إلا أنه كان من الضروري التدخل على عدة جبهات في وقت واحد لوضع حد لتسربات المياه التي كانت تقدر بعشرات الآلاف من الأمتار المكعبة. “وهو أمر لا يمكن للعقل السليم قبوله في ظل معاناة الجهة من تداعيات التغيرات المناخية، وشح التساقطات، وتقادم بعض التجهيزات”، كما يوضح أحد مسؤولي الشركة.
تقليص الفوارق المجالية
تجرى حاليا عدة حملات للتطهير لتجنب أي فيضانات في حالة هطول أمطار غزيرة. كما تجدر الإشارة إلى التزام الشركة الجهوية متعددة الخدمات للشرق التي تولت مؤخرا، منذ نوفمبر 2024، إدارة خدمات الماء الصالح للشرب والمياه العادمة والكهرباء، حيث حلت محل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بوجدة والشركة المستقلة المشتركة بين الجماعات لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة.
يأتي هذا الهيكل الإداري الجديد بهدف تقليص الفوارق المجالية بين الوسطين الحضري والقروي، وضمان تدبير منسجم وعادل للخدمات. كما يهدف إلى توحيد المتدخل في القطاعات الثلاثة، وتأمين التزويد الجهوي بالكهرباء والماء الصالح للشرب، والاستجابة للتحديات المرتبطة بالموارد المحدودة وتداعيات المياه غير المعالجة.
تتمثل المهمة الأساسية للشركة الجهوية متعددة الخدمات في تحسين شبكة تمتد على 15.230 كيلومترا للماء الصالح للشرب، و4.945 كيلومترا للصرف الصحي، و41.117 كيلومترا للشبكة الكهربائية. ومنذ بداية أنشطتها، قامت الشركة بـ13.600 تدخل لإزالة الانسدادات (بمعدل يومي متوسطه 37 تدخلا). كما تم تطهير 24.300 وحدة من فتحات الصرف الصحي.
يتركز هذا النوع من التطهير اليدوي أساسا في المدن الكبرى المجهزة بنظام صرف صحي موحد مدعوم أحيانا بشبكات تصريف مياه الأمطار، كما هو الحال في وجدة والناظور وبركان. وفي نفس السياق، تم تنظيف 43.243 فتحة تفتيش، بينما تم استبدال 739 غطاء إما بسبب السرقة أو الكسر.
الرقمنة لإنقاذ الوضع
تمت مرحلة الانتقال نحو هذا النموذج الجديد للتدبير بحكمة لضمان استمرارية الخدمات وتحسين جودتها بشكل مستمر. وهذا ما يتطلب مراقبة رقمية حقيقية: “من أجل تحسين تدخلات الميدان وعلاقاتنا مع مختلف الزبناء، من الضروري امتلاك أداة رقمية محمولة وفعالة للتدبير”، كما يوضح منير أوخويا، مدير الشركة الجهوية متعددة الخدمات للشرق.
يتيح استخدام تطبيقات جديدة لعامل الميدان (مساح، سباك، باحث، فني توصيلات…) تصور وتنفيذ تدخلاته في أفضل الآجال وبأسرع وقت. يتم تغذية التطبيق في الوقت الفعلي لتخطيط تدخلات تدبير علاقات الزبناء ورسم الخرائط، مما يسهل عمل العامل الميداني يوميا.
كما تمت برمجة مشاريع رقمنة أخرى، خاصة لتوسيع حلول تدبير الشكايات والتدخلات في القطاعات الثلاثة: الماء الصالح للشرب، الصرف الصحي والكهرباء.
منذ إطلاق الشركة الجهوية متعددة الخدمات للشرق، تم وضع رضا الزبون في صلب الأولويات. ولتحقيق ذلك، تم اتخاذ عدة إجراءات لضمان تجربة زبونية استثنائية وشفافة، خاصة من خلال إنشاء مركز لعلاقات الزبائن يقدم خدمات متعددة (الإصغاء الفعال، الاهتمام، التكيف مع معالجة سريعة للشكايات…).
كما تم تبسيط المساطر للانتقال من رقم العقد القديم إلى الجديد. ويتم تحديث بوابة الزبائن الإلكترونية باستمرار للتعريف بالخدمات والمساطر، مع تمكين الزبناء من أداء فواتيرهم بأمان. وهذا ما يفرض على الشركة الجهوية الجديدة متعددة الخدمات للشرق التواصل المنتظم على منصاتها الاجتماعية لإعلام الزبناء بخدماتها وطرق الأداء والتحسينات التي تم إدخالها على الخدمات المقدمة.
كما تم تعبئة فرق مؤهلة في الواجهة الأمامية لاستقبال الزبناء الذين يفضلون الحضور المادي والرد على طلباتهم بشكل فعال.
نسخة الأسبوع من مجلتكم



